ندوة ادبية في كلية التربية للعلوم الصرفة عن فن الزجل في الندوة في كلية التربية للعلوم الصرفة عن شعر الأندلسي
اقام قسم علوم الكيمياء في كلية التربية للعلوم الصرفة جامعة ديالى ندوة ادبية عن الأندلسي، نشأته وتطوره وعلاقته بالموشحات وعلى قاعة الدكتور منذر الجنابي في الكلية.
تضمنت الندوة التي القا محاورها الاستاذ المساعد الدكتور محمد طه جواد عدة محاور في المحور الاول بين ان الزجل يمثل الفن الثاني المستحدث في الأندلس بعد الموشح، وقد تباينت آراء المؤرخين القدامى في نشأة هذا الفن، ولو أنهم يتفقون على أن الزجل وليد البيئة الأندلسية، ومنها خرج إلى الديار المغربية والمشرقية وانتشر فيها. وقد ظهر الزجل بعد الموشح إلا أن بعض الباحثين من عرب ومستشرقين يرون عكس ذلك، والزجل في الاصطلاح، ضرب من ضروب النظم يختلف عن القصيدة من حيث الإعراب والتقفية كما يختلف عن الموشح من حيث الإعراب، ولا يختلف عنه من جانب التقفية إلا نادرا. يعد الزجل بهذه الصورة موشحا ملحونا إلا أنه ليس من الشعر الملحون. وقد كتِب بلغة ليست عامية بحتة بل هي مهذبة وإن كانت غير معربة.
اشار في المحور الثاني انه تم اتفاق مؤرخو الأدب الأندلسي على أن الموشح أسبق من الزجل، وأن الزجل الأندلسي نشأ تقليدا للموشح، ومنهم ابن خلدون، غير أنه لا يمكن الاعتقاد أن الشعراء من العامة لما عجزوا عن نظم الموشح، نظموا فنا آخر بعامية أهل الأندلس وسمّوه الزجل، لأن الذين أنشأوا الزجل لأول مرة، هم المثقفون الذين كانوا ينظمون القصائد الفصيحة، والذين ينتمون إلى الطبقة الوسطى وليس العامة. وكان لاختراع هذا النظم تلبية لحاجة العامة في القول الرفيع والغناء المنسجم.
تطرق في المحور الثالث الى ذهاب صفي الدين الحلي إلى أن الاندلسيين أول ما نظموا الأزجال جعلوها قصائد مقصدة، وأبياتا مجردة في أبحر عروض العرب بقافية واحدة كالقريض لا يغايره بغير اللحن العامي، وسمّوها القصائد الزجلية. وقد عدّ صفي الدين الحلي للشيخ ابن عبد الله مدغليس زجال الموحدين في الأندلس، ثلاثة عشرة قصيدة من هذا القبيل.