فيروس الإيدز يتسلل إلى مجتمعنا عبر مراكز التجميل والعلاقات العابرة..بقلم الأستاذ المساعد الدكتورأسماء حسيب هويد

فتحت الأبواب المغلقة أمام هذا العدو الصغير (فيروس نقص المناعة المكتسب HIV او فيروس الايدز AIDS) عبر مراكز وصالونات التجميل والعلاقات خارج إطار الزواج، هل من إستعدادات؟ هل من حلول؟.
عند قراءة السيرة الذاتية لهذا الفيروس سوف تظهر إعجابك بذكائه وقدراته من حيث إختياره للخلايا الهدف التي يصيبها واستخدامه لآليات تسمح له باختراقها وحمله لإنزيمات تحمل وظائف متعددة تمكنه من دمج مادته الوراثية بكرموسوم الخلية المضيف وتسخير آليات الخلية المضيف لصالحه! كائن بدون دماغ لكن بإمكانات تفوق العقل. لناخذ جولة تعريفية لهويته. هو أحد افراد عائلة الفيروسات الرجعية ذات الإستنساخ العكسي ينتقل للإنسان عن طريق سوائل الجسم (الدم ومشتقاته (نقل الدم والبلازما، الادوات والحقن وشفرات الحلاقة والوشم و واجهزة الليزر الملوثة وغير المعقة) وحليب الام وكذلك من الأم المصابة الى الأجنة). بانتقاله الى الاشخاص تكون أولى اهدافه الحيوية والاستراتيجية هي خلايا تي اللمفاوية T Cell CD4 والتي يمكن اعتبارها قائد الاوكسترا للجهاز المناعي والمسؤولة عن ادارة وتفعيل باقي خلايا الجهاز المناعي والتنسيق معها. بإصابة هذه الخلية تبدا بداية النهاية للجهاز المناعي و يوصف المصابون به بأنهم مثبطين مناعيا . أثير الجدل مؤخرا عن تسجيل حالات إصابات متعددة بهذا الفيروس في بعض مراكز التجميل لعاملين بتلك المراكز وقد تم إغلاق تلك المراكز بالفعل، ان إستخدام أبر وادوات وشفرات حلاقة وأجهزة ليزر ملوثة وغير معقمة تعد عامل آخر يزيد من فرص إنتقال الفيروس بين مراجعي تلك الأماكن خاصة بعد تزايد تلك المراكز وعدم خضوعها للرقابة الصحية. الباب الآخر الذي من خلاله تسلل الفيروس إلى مجتمعاتنا هو العلاقات والسلوكيات غير الآمنة (العلاقات خارج إطار الزواج) خاصة مع تزايد المسافرين والوافدين الى البلد !
هل سيواجه المجتمع العراقي تحديا جديداً مع هذا الكائن الصغير؟! أم أن إتخاذ الإجراءات الوقائية الصارمة من قبل المؤسسات الصحية سيكون لها رأياً اخر؟ في ختام هذه المقالة، ان منع تسلل هذا الفيروس إلى مجتمعاتنا الآمنة والمحافظة وحماية النساء اولاً والرجال والأطفال يتطلب جهودًا متكاملة من التوعية والرقابة والتشريعات الصارمة. إن زيادة وعي العاملين في مراكز التجميل حول الإلتزام بإجراءات التعقيم، وخضوعهم لفحوصات دورية، إلى جانب تبني السلوكيات المنضبطة فيما يخص العلاقات، يشكل حجر الأساس في الوقاية من هذا الفيروس. باتخاذ هذه التدابير، يمكننا الحدّ من انتشار الفيروس، وحماية مجتمعنا، والمضي نحو مستقبل أكثر أمانًا وصحة للجميع
