كلية التربية للعلوم الصرفة تعقد ندوة حول استراتيجيات جامعية للوقاية من الانتحار

عقدت كلية التربية للعلوم الصرفة بجامعة ديالى ندوة إرشادية بعنوان
(استراتيجيات جامعية للوقاية من الانتحار)، وذلك على قاعة الندوات والمناقشات في الكلية.
تناولت الندوة، التي أدارت محاورها كل من الأستاذ الدكتور محمد جاسم، والأستاذ الدكتور ابتسام خليل، والأستاذ المساعد الدكتور عباس كرجي، عدداً من المحاور التوعوية والتربوية المهمة.
تناول المحور الأول البعد الإنساني والديني لقيمة الحياة، والتأكيد على أن الحياة قيمة عليا في الإسلام، وأن النفس الإنسانية مصونة شرعاً، مستشهدين بقول الله تعالى:
﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ (النساء: 29)،
وقوله سبحانه: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (المائدة: 32).
وقد بينت الندوة أن الحفاظ على النفس مسؤولية فردية ومجتمعية، وأن الرحمة أساس التعامل مع الإنسان المتألم نفسيًا.
وضح المحور الثاني أسباب كون الطلبة الجامعيين فئة حساسة نفسيًا، مع تقديم الفهم العلمي لمفهوم الانتحار، واستعراض عدد من الاستراتيجيات الجامعية الوقائية، من بينها نشر الثقافة النفسية داخل الجامعة، وإدماج مهارات التكيف وإدارة الضغوط، وتعزيز مهارات حل المشكلات.
بين المحور الثالث دور الهيئة التدريسية في ملاحظة التغيرات السلوكية لدى الطلبة، وخلق بيئة صفية داعمة، وتوجيه الطلبة لطلب المساعدة، إضافةً إلى دور الطلبة أنفسهم في دعم الأقران والاستماع بتعاطف، وعدم تجاهل الإشارات النفسية الخطرة.
تطرق المحور الرابع إلى دور الإرشاد النفسي الجامعي في تقديم خدمات إرشادية متخصصة تحافظ على السرية، وتساهم في دمج الدعم النفسي ضمن المسار التربوي والتعليمي.
اختتمت الندوة بالتأكيد على أن الوقاية من الانتحار مسؤولية مشتركة بين الطالب والأستاذ والجامعة والمجتمع، وأن صناعة قادة المستقبل تتطلب حماية صحة الطلبة النفسية اليوم، وبناء بيئة جامعية داعمة وآمنة.
أوصت الندوة باعتماد برامج دعم نفسي جامعي، وإدخال مفاهيم الصحة النفسية ضمن الأنشطة الجامعية، وتعزيز ثقافة طلب المساعدة دون وصم، وتفعيل دور الإرشاد النفسي التربوي، وإبراز دور الأساتذة والطلبة في الوقاية.
تحقق هذه الندوة الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة (الصحة الجيدة والرفاه)، من خلال تعزيز الوعي بالصحة النفسية والوقاية من المخاطر التي تهدد حياة الشباب الجامعي.



