داء الكلب: الخطر الصامت وراء الكلاب السائبة

بقلم الأستاذ المساعد الدكتور
أسماء حسيب هويد
للفيروسات واثارها الصحية وقع كبير على المجتمعات في جميع انحاء العالم، من واقع ملموس وما تم ملاحظته خلال الآونة الاخيرة يتطرق الكاتب في هذا المقال عن مشكلة الكلاب السائبة وفيروس داء الكلب التي يمكن اعتبارها قضية صحية واجتماعية مهمة، خاصة في المناطق التي تعاني من انتشار هذه الحيوانات دون رقابة، اذ يعاني اهالي محافظة ديالى من هذه الظاهرة وهناك خوف متزايد جدا من تعرض اطفالهم الى هجمات الكلاب المسعورة. لنتعرف اولا عن هذا المرض الذي يسببه فيروس لا يمكن ان يمارس مهامه التدميرية للإنسان الا اذا تواجد داخل مضائفه وهي الكلاب والقطط. داء الكلب Rabies هو مرض فيروسي حيواني ينتقل للإنسان من خلال عضات الكلاب السائبة المسعورة، اذ تصل نسبة وفاة المصابين به، إلى 100% في حال عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة بالسرعة القصوى. لعاب الكلب المصاب يحمل تلك الفيروسات التي سرعان ما تنتقل عن طريق العضّ أو الخدش أو اللمس المباشر للغشاء المخاطي (للعين أو الفم أو الجروح المفتوحة مثلاً) الى الجهاز العصبي للإنسان وبمجرد ظهور الاعراض السريرية التي تتمثل بداء الكلب الهياجي وداء الكلب الصامت والاول هو الاكثر شيوعا تصبح الاصابة مميتة بنسبة 100%، ويشكّل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و14 عاماً أكثر ضحايا الداء. اذ تتطور لدى الشخص المصاب تغيرات سلوكية وسريرية عندما يصل الفيروس الى الدماغ. لوحظ مؤخرا انتشار واسع للكلاب السائبة في المناطق السكنية وداخل الحرم الجامعي وهذا ما لاحظناه بشكل كبير والمدارس والمؤسسات الحكومية. هناك عدة عوامل زادت من تفاقم هذه المشكلة الصحية من اهمها قلة وعي الناس وعدم اهتمامهم بنظافة الشوارع ورمي اكياس النفايات المملؤة ببقايا الطعام في غير امكانها والتي اصبحت مصدرا لطعام تلك الكلاب السائبة، فضلا عن تربية بعض الاهالي لتلك الكلاب وتركها حرة طليقة بدون ضبط تصرفاتها، وإهمال المؤسسات الصحية والبيئية والزراعية والبيطرية عن القيام بحملات ابادة لتلك الكلاب المسعورة. كان الكاتب شاهدا على حالات هجمات لكلاب مسعورة لبعض الأطفال وهم إما ذاهبون الى المدارس أو أثناء عودتهم، بعض الحالات نقلت الى المشفى بسرعة كبيرة وتلقوا لقاحات وتماثلوا للشفاء لكن بعد أيام تعرضوا لانتكاسة مرضية شديدة مما اثار مخاوف فقدان الآباء والأهالي بصورة كبيرة.
صحتنا في خطر! نطالب بالتحرك الفوري لمكافحة هذا الخطر القاتل عبر برامج التلقيح والسيطرة على الكلاب المسعورة قبل فوات الأوان!
