كلية التربية للعلوم الصرفة تقيم ندوة عن الابعاد الإنسانية لثورة الامام الحسين (عليه السلام
ضمن فعاليات الموسم الثقافي الخامس في جامعة ديالى وتشكيلاتها المقام تحت شعار (الإمام الحسين عليه السلام رمز وحدتنا) أقامت كلية التربية للعلوم الصرفة جامعة ديالى ندوة عن الابعاد الإنسانية لثورة الامام الحسين (عليه السلام) وعلى قاعة الندوات والمؤتمرات في الكلية.
هدفت المحاضرة التي حاضر فيها الأستاذ الدكتور غالب ادريس عطية والأستاذ الدكتور محمد جاسم ناصر الى تقديم صورة عن إرادة التضحية التي قدمها الامام الحسين (عليه السلام) وما لها من ابعاد اجتماعية في حياة المسلمين حيث قال الإمام الحسين(ع):(ما خرجت أشراً ولا بطراً، وإنما خرجت طلباً للإصلاح في أمتي جدي، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى المنكر). ولم يعرف التاريخ القديم والحديث حدثاً كان له هذا الانعكاس الاجتماعي الذي كان لثورة الإمام الحسين (عليه السلام) فقد زلزلت هذه الثورة الأرض من تحت أقدام الظالمين، وهزّت مشاعر المسلمين في كل زمان ومكان فجاءت هذه المحاضرة لتوضح هذه الابعاد الاجتماعية من خلال عدة محاور.
بين المحور الاول اهم العوامل الاجتماعية لثورة الإمام الحسين(ع) يمكن توضيح مفهوم (الإصلاح) في الثورة الحسينية بعدّة نقاط، وفقاً للسياق التاريخي الذي جاءت به الثورة، والنتائج التي توافرت عليها فيما بعد الى ست نقاط اولاً الصراع بين الحق والباطل ثانيا القيم الأخلاقية الإنسانية التي تجسدها هذه الملحمة التاريخية، حيث تمثل مدرسة في هذا الجانب الإنساني العظيم ,و ثالثاً حجم التضحية الكبير فإن القضية الحسينية تـتميز بهاذه الميزة التضحوية العظيمة اما رابعاً فكان الوضوح في طلب الحقوق هذا الوضوح ضمن أهداف التخطيط لهذه النهضة حيث أن الإمام الحسين(ع)تمكن أن يمهد الطريق لنهضته المباركة , خامساَ المأساة المتعددة الأبعاد فإن مأساة الحسين(ع)لم تكن ذات بعد واحد، بل فيها أبعاد متعددة يكاد الإنسان يجد في معالمها جميع الأبعاد المأساوية التي يواجها في حياته الشخصية أو الاجتماعية , وسادسا فمن الأبعاد الاجتماعية والمعنوية، العزم والتصميم على الشهادة والفداء والثبات والصمود عليها والاستعداد لها حتى لو تكررت هذه التجربة أكثر مرة.
اما في المحور الثاني تطرقوا الى الاتجاه الإصلاحي للثورة لا يمكن عدّ الثورة الإصلاحية التي قام بها الإمام الحسين عليه السلام ثورة نوعية، بل شمولية في أصدق وصف لها، وكانت يقظة الإمام الحسن(ع) وحدها كفيلة بصنع القرار السياسي من عدة مفاهيم فبينو المفهوم الاول وهو مفهوم (الإصلاح) في الثورة الحسينية اما المفهوم الثاني وهو إنّ ثورة الإمام الحسين(ع) في أبعادها المختلفة ودلالاتها المتنوعة هي ثورة إسلامية بامتياز، فهي منسجمة تمام الانسجام مع مبادئ الشرعيّة الإسلامية ، بل هي مصدر الشرعية وبها تقاس الشرعية.
في المحور الثالث خرجت المحاضرة بعدة نتائج وهي اولا المعنى الإصلاحي للثورة الحسينية، وكيف شكّلت الثورة مدخلاً ثقافياً للمسلمين؛ فلم يكن الإسلام فاسداً حتى يتطلّب إجراء الإصلاح عليه، بل خرجت الفئة الحاكمة، بسبب الفساد الذي استشرى بالدولة والمجتمع، وللضرر الأخلاقي والاجتماعي والديني (العقدي) الذي ألحقته. فكانت الثورة سلاحاً ناجعاً لمنع تنامي الفساد، ودفع الناس للانتفاض على المفسدين وتعرية أساليبهم؛ لهذا كانت الثورة ثورة عامّة صلحت لكلّ أُمّة ولكلّ شعب كما لم يكن للثورة أيّة أساليب خارجة عن الإسلام، بل مع حراجة الموقف وصعوبته ما زال الحسين (ع) متمسكاً بالإسلام وتعاليمه حتى مع أعدائه؛ وذلك للاستدماج الديني الذي رافق الثورة، وشكّل أحد أهمّ مظاهرها من أجل الإسلام ونصرته, ومن مظاهر الثورة الاستشراف الذي كان له بُعداً روحياً، استمد منه الحسين عليه السلام وأصحابه القوة، والإصرار على مقاومة أهل الطغيان، والوقوف بوجههم، وقلب معادلة الموت لصالحهم، فتحوّل وعيهم بالشهادة إلى نظرة جديدة تؤكّد على كرامة الإنسان وحريته.
في ختام المحاضرة يتبيّن أنّ مبادئ وقيم ومفاصل حركة ونهضة عاشوراء جميعها كانت من صُلب الدين، ومنصوصاً عليها في القرآن الكريم، وفي آيات متعددة، فنهضة عاشوراء هي أعظم تطبيق حي لمفاهيم وتعاليم ومبادئ القرآن الكريم، فإذا ما كانت تعاليم القرآن ومبادئه تعاليم إنسانية، نابعة عن الفطرة البشرية، عرف بذلك أنّ ثورة الإمام الحسين عليه السلام هي ثورة لكلّ البشر، ولكلّ مَن يريد العيش بكرامة وعدالة وعزّة. لأنهم منبع بيت النبوة وترجمان القران الناطق بالحق سلام الله عليهم