كلية التربية للعلوم الصرفة تقيم ورشة العمل عن النقيض بين صناعة المعرفة و صناعة الجهل في ظل ملامح العالم الجديد
اقام قسم علوم الحاسبات في كلية التربية للعلوم الصرفة جامعة ديالى و بالتعاون مع عمادة المعهد التقني بعقوبة ورشة العمل الموسومة:((النقيض بين صناعة المعرفة و صناعة الجهل في ظل ملامح العالم الجديد))
تضمنت الورشة التي القى محاورها الاستاذ المساعد الدكتور مصطفى أحمد رجب رئيس أكاديمية التأهيل و التطوير و عضو البرلمان الدولي لعلماء التنمية البشرية في الاتحاد الاوربي.
وضح في الورشة أن امتلاك المعرفة ومصادر المعلومات اصبح من الحقوق التي تعتبر أساسيّة وحقًا للجميع باعتباره قوة كبيرة تفوق قوة المال والعتاد، فقد كان هناك دوما ومنذ العصور القديمة من يحاول التحكم بها ونشرها وفق ما يخدم مصالحه وتوجهاته، ولهذا تأسّس ما يسمى بمجال ” إدارة الفهم” أو “الادراك” وتعتبر وزارة الدفاع الأميركية أول من بدأ بنشر هذا المفهوم وعرّفته بأنه “نشر معلومات أو حذف معلومات بهدف التأثير على تفكير الجمهور،
كما اكد انه من اجل الحصول على نتائج يستفيد منها أصحاب المصالح”، ولان النشر والحذف يتطلبان أساليب دقيقة ومعرفة تامة بعلم النفس والسلوك والادراك فقد قام “روبرت بورتكور” وهو باحث مختص بتاريخ العلوم من جامعة ستانفورد بصياغة ما يعرف بعلم الجهل الانتولوجي، وهو العلم الذي يدرس صناعة ونشر الجهل بطرق علمية رصينة، وهو نقيض الأول الذي هو ادارة الفهم ونتيجة لهُ، لكن في المحصّلة يظلّ الهدف الأساسي منهما واحداً، وهو تضليل الشعوب والتحكم فيها.
في المحور الثاني اشار الى انه يعدّ علم الجهل فرعاً من فروع العلوم السرية وهو علم يدرس غرس ثقافة الجهل أو الشك او الوهم، ويجري من خلاله نشر بيانات خاطئة ومخطَئة او غير كاملة، وتمتد جدور هذا المصطلح الى الاغريق الكلاسكيين فهو مصطلح مركب منحوت من كلمتين هما: الكلمة اليونانية اغنوسيس التي تعني عدم المعرفة، وكلمة انتولوجي وتعني علم الوجود ويقصد به دراسة الافعال المتعمدة والمدروسة التي تهدف الى نشر التضليل وخلط الامور لكسب التأييد او بيع منتج ما. وقد تعامل المؤرخون مع مصطلح الجهل على أنه حالة ممتدة لا تقف عند حدّ، والذي من خلاله يتم امتصاص المعرفة والجهل، فهو حالة معقدة وفي نفس الوقت حالة مميزة ومتغيرة جغرافيا وسياسيا، والجهل يشكل المؤشر الجلي لسياسة المعرفة وقد قيل “نحن نريد سياسة الجهل لنمارس بها سياسة المعرفة”.


