التدخين ومضادات الاكسدة (Smoking and Antioxidants)
التدخين هو عملية يتم بها حرق مادة غالبا ما تكون هذه المادة هي التبغ، إذ يتم تذوق الدخان أو استنشاقه، وتتم هذه العملية في المقام الأول بوصفها ممارسة لترويح النفس عن طريق استخدام المخدر حيث يصدر عن الاحتراق "المادة الفعالة" في المخدر مثل النيكوتين مما يجعلها متاحة للامتصاص عن طريق الرئة، وتعد السكائر من أكثر الوسائل شيوعا للتدخين في الوقت الحاضر، فضلا عن وسائل أخرى اقل شيوعاً تتمثل بالغليون، والشيشة، والبوغ، والغليون المائي … الخ.
يصدر عن عدم الاحتراق الكامل الناتج عن حرق نبات مثل التبغ احادي أوكسيد الكاربون والذي يعيق بدوره قدرة الدم على حمل الأوكسجين عند استنشاقه إلى الرئتين حيث تتعلق المخاطر الصحية الرئيسة الناتجة عن طرق الاستهلاك المختلفة الإصابة بتضييق وانسداد الأوعية الدموية التي تروي القلب وسرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن وغيرها. مع مرور الوقت يسمح التدخين بترسيب كميات هائلة من المواد المسرطنة في الفم والحنجرة والرئتين. تقدر منظمة الصحة العالمية انه بين الأعوام 2000 الى 2025 سيرتفع عدد المدخنين من حوالي 1.2 إلى 1.7 مليار وان العدد السنوي للوفيات والذي يقدر حاليا بحوالي 5 مليون.
يعد دخان السيكارة من العوامل المهمة في تكوين الجذور الحرة Free radicals . ويمكن تمييز طورين في دخان السكائر هما طور القطران وطور الغاز . وجد من تحليل كل طور ان نفثة السيكارة الواحدة تحتوي ما يقرب 1014 جذر حر في طور القطران و 1015 جذر حر في طور الغاز تكون في صورة مركبات مختلفة قادرة على التسبب في زيادة تولد أنواع مختلفة من الأنواع الاوكسيجينية الفعالة Reactive Oxygen Species (ROS) مثل السوبر أوكسايد Superoxide (O2•)، وبيروكسيد الهيدروجين Hydrogen peroxide (H2O2)، والهيدروكسيل Hydroxyl (OH•)، والبيروكسيل Peroxyl (ROO•) ، وهذه الأنواع الاوكسيجينية بدورها تساهم في اضرار للعديد من العمليات الايضية وعمليات نقل الإشارة الخلوية ويعتقد ان لها أثراً مهماً في الشيخوخة المبكرة، ولهذا فان إزالة سُمّيتها والتخلص منها ضروري للنشاط الفسيولوجي للخلايا الحية والبقاء .
الغذاء أهم مصدر لمضادات الأكسدة
استطاعت الكائنات الحية تطوير أنظمة معقدة بوصفها مضادات أكسدة Antioxidants لمعادلة الأنواع الاوكسيجينية الفعالة والتقليل من أضرارها. تعرف مضادات الأكسدة بأنها أي مادة عند وجودها بأدنى تركيز مع المادة المؤكسدة تستطيع تأخير أو تثبيط المادة المؤكسدة . هذه الأنظمة منها ما هو أنزيمي مثل أنزيم سوبر أوكسايد ديسميوتيزSuperoxide dismutase، أنزيم الكاتيليز Catalase ومنها ما هو جزيئات كبيرة مثل الفريتين Ferritin والالبومين Albumin وأنواع مختلفة من الجزيئات الصغيرة مثل حامض الاسكوربيك Ascorbic acid وبيتاكاروتين Beta-carotene. تعد الاغذية بمختلف انواعها المصدر الأساسي لمضادات الأكسدة، حيث نجدها في المصادر النباتية والحيوانية، بيد انها تكون متوفرة بنسة أكثر في المصادر النباتية مثل الخراوات والفاكهة والمشروبات مثل القهوة والشاي. تصنف مضادات الأكسدة إلى نوعين:
(1) مضادات الأكسدة الذائبة في الماء (تؤدي عملها في داخل الخلايا).
(2) مضادات الأكسدة الذائبة في الدهون (توجد في جدار الخلية وتؤثر عليه).
ومن أهم أنواع مضادات الأكسدة:
- فيتامين C: هو من أهم واقوى مضادات الأكسدة القابلة للذوبان في الماء ومغذيات الخلية الأساسية والموجودة في بلازما الدم. ولكونه قابل للذوبان في الماء فإنه يكون قادراً على مواجهة الجذور الحرة في السائل داخل الخلايا أو البلازما . يمكن الحصول عليه من مصادر نباتية مثل الفواكه والخضراوات وخاصةً الخضراوات الورقية والمُنتجات العشبية.
- فيتامين E: وهو من مضادات الأكسدة الرئيسية القابلة للذوبان في الدهون وله دور مهم في حماية أغشية الخلايا من الأضرار التأكسدية. يمكن الحصول على هذا الفيتامين من الفاكهة والخضراوات مثل البروكلي والخضراوات الورقية والسبانخ و المُكسرات اضافة إلى الزيوت مثل زيت بذر الكتان وبذور عباد الشمس وزيت الزيتون.
- الفلافونيدات: مجموعة من مضادات الأكسدة الموجودة في الأغذية النباتية.
وتوجد العديد من المواد والفيتامينات والمعادن لديها مهام متعددة في جسم الانسان فضلا عن كونها مضادات أكسدة مثلا تلك الموجودة في زيت الزيتون البكر لديها أيضا خصائص مضادة للالتهابات.
م.م. رشا كاظم حسون
قسم علوم الحياة