كلية التربية للعلوم الصرفة تقيم ندوة عن قلوب قاسية وحجارة خاشعة
اقام قسم علوم الحياة في كلية التربية للعلوم الصرفة جامعة ديالى ندوة عن قلوب قاسية وحجارة خاشعة تأملات في النص القرآني على قاعة الندوات والمؤتمرات في الكلية .
بينت الندوة التي حاضر فيها الدكتورة هند جودت كاظم من القضايا التي فصلها القرآن وعالجها خبايا النفوس ، وخلجات القلوب ، وما كان لذلك التفصيل والمعالجة ان تكون بهذا المستوى لو كان المتكلم غير الله سبحانه وتعالى الخالق المصور فتبارك الله احسن الخالقين ومن هنا كانت هذه الندوة التي تضمنت عدة محاور يمكن اجماها في
حيث تضمن المحور الأول القلوب القاسية ، فالقلب هو منبع اليقين ومصب الإيمان، وكما أن الإيمان في القلب فإن القسوة والكفر في القلب. فالقلب حينما ينسى ذكر الله يقسو. . لماذا؟ . . لأنه يعتقد أنه ليس هناك إلا الحياة الدنيا وإلا المادة فيحاول أن يحصل منها على أقصى ما يستطيع وبأي طريقة فلا تأتي إلا بالظلم والطغيان وأخذ حقوق الضعفاء، ثم لا يفرط فيها أبدا لأنها هي منتهى حياته فلا شيء بعدها.
اما المحور الثاني تطرق الى الحجارة الخاشعة ، فالحجارة خلق من خلق الله تعالى ، أوجدها لحكمة ، وهي خانعة خاضعة لمشيئته وأمره ، فقد تكون جنديا لإذلال عدو ، وقد تكون معجزة لنصرة نبي ، وقد تكون سبيلا لخروج الماء ، وهي بين هذا وذاك تلهج بالتسبيح للخالق العظيم.
المحور الثالث وضح التشبيه والمقارنة بين الحجارة والقلوب القاسية ، فالحجارة التي يقيس قلوبهم إليها، فإذا قلوبهم منها أجدب وأقسى.. هي حجارة لهم بها سابق عهد. فقد رأوا الحجر تتفجر منه اثنتا عشرة عيناً، ورأوا الجبل يندك حين تجلى عليه الله وخر موسى صعقاً! ولكن قلوبهم لا تلين ولا تندى، ولا تنبض بخشية ولا تقوى..
وكان من نتائج هذه الندوة بيان اذا رق القلب والتزم التقوى رقت جميع الجوارح ، واذا غلظ القلب وافجر في العمل فجرت الجوارح ,ان الحجارة خلق من خلق الله تعالى ، وهي على صلابتها وقسوتها تتأثر بالماء الرقيق فيشقها وينفذ منها فيحيي الأرض وينفع النبات والحيوان. وأما هذه القلوب فلم تعد تتأثر بالحكم والنذر ولا بالعظات والعبر ,ان في التشبيه القرآني الحقيقة الصادقة، والبلاغة القائمة المعجزة، والمقدرة الفائقة في اختيار ألفاظه الدقيقة المصوّرة الموحية ، وفي التشبيه في هذا الموضع بلاغة ظاهرة معبرة عن المعاني الحقيقية التي تجول في الواقع والوجدان.