كلية التربية للعلوم الصرفة تقيم ندوة علمية عن علمُ التَّخَلُّق أو الوراثة الفوقية
أقام قسم علوم الحياة في كلية التربية للعلوم الصرفة بجامعة ديالى وعلى قاعة الندوات والمؤتمرات ندوة بعنوان (علمُ التَّخَلُّق أو الوراثة الفوقية ) تضمنت الندوة التي حاضر فيها م.د. ابتسام بداي حسان ثلاثة محاور:
عرفت في المحور الاول علمُ التَّخَلُّق أو علم الوراثة الفوقية أو علم ما فوق الجينات بالإنجليزية: Epigenetics هو العلم الذي يهتمّ بدراسة اختلاف السّمات الخلويّة والفسيولوجية التي لا تحدث بسبب تغيّرات في سلسلة الحمض النوويّ DNA وبعبارةٍ أبسط، علم ما فوق الجينات هو الذي يدرس بشكلٍ رئيسيّ العوامل الخارجيّة والبيئيّة التي تنشّط أو تثبّط عمل الجينات، وتؤثر على كيفيّة قراءة الخليّة الجينات وعلى خلاف علم الجينات القائم على دراسة التغيّرات في سلسلة الحمض النوويّ DNA والتغيّرات في التعبير الجينيّ والنمط الظاهريّ تحدث لأسباب أخرى في علم ما فوق الجينات.
وتناولت في المحور الثاني الاستخدام التاريخي لمصطلح “ما فوق الجينات”Epigenetics الذي ظهر عام 1942 على يد عالم بيولوجيا بريطاني اسمه كونراد هال وادينجتون، كمزيج بين كلمتي “Epigenesis” التخلّق و Genetics” الجينات. (التخلّق) أوEpigenesisهي كلمة قديمة تم استخدامها بشكل أكبر حديثا للدلالة على تمايز الخلايا من حالتها الأولى (الخلايا شاملة الوسع) خلال تطور الجنين. يعرّف روبن هوليداي (عالم البيولوجيا الجزئية البريطاني) علم ما فوق الجينات على أنّه: العلم الذي يُعنى بدراسة آليات التحكّم الزماني والمكاني بنشاط الجينات، خلال تطور الكائنات الحية المعقدة. وهكذا، فيمكن أن نستخدم هذا المصطلح لوصف أيّ شيء يؤثر على تطور الكائن ما عدا سلسلة الحمض النووي (DNA).
تطرقت في المحور الثالث الى تأثيرات فوق جينيّة في البشر وتم تقسمه الى عدة تأثيرات اهمها:
أ- تطبّع الجينوم والاضطرابات المتعلقة به وهي ظاهرة في الثدييات حيث يقوم كل من الأبّ والأمّ بتوريث نمط فوق جينيّ مختلف لمواقع معينة في الجينوم في خلاياهم الجنسيّة.
ب- مشاهدات فوق جينية عبر الأجيال في دراسة "أوفركاليكس" لاحظ ماركوس بيمبري وزملاؤه أنّ الأحفاد من جهة الأبّ(وليس الذين من جهة الأمّ) للرجال السويديين الّذين تعرّضوا وهم صغار للمجاعة في القرن التاسع عشر، هم أقلّ عُرضة للموت نتيجة مرض في القلب
ت- السرطان والشذوذات التطورية ثمّة العديد من المركبات التي تعتبر مسرطنات فوق جينيّة، حيث تقوم هذه المركبات بزيادة معدّل حدوث السرطان دون أن تُحدث طفرة جينيّة مباشرة، ومن هذه المركبات: ثنائي-إيثيل الستيلبيسترول ,الأرسينيت, سداسي كلوروالبنزين, مركبات النيكل .
المحور الرابع بينت فيه اهمية هذه الدراسة وان امل الوراثة فوق الجينية تتيح لنا العديد من الفرص. ما هي الاحتمالات المتاحة عند تشغيل أو إيقاف عدد معين من الجينات؟. بوجود ما يزيد عن 20 ألف جين في الحمض النووي البشري تبدو تلك الاحتمالات لا نهائية، لكننا إذا استطعنا تحديد أسباب ونتائج كل تغيير، وإن استطعنا التحكم في تلك التغييرات للإبقاء على ما هو جيد وتجنب ما هو مضر، سيكون بإمكاننا نظريًا إيجاد حلول جذرية للعديد من المشاكل، كعلاج السرطان، ومنع إصابة البشر بالسمنة، وإبطاء التقدم في العمر، وربما ما هو أكثر.