التعليم والتعلم باستخدام الحاسوب
التعليم بالحاسوب هو التعليم الذي يهدف إلى إيجاد بيئة تفاعلية بين الحاسب الآلي والمستخدم (طالب او معلم او اي مستفيد)، وتمكنه من الوصول إلى مصادر التعلم في أي وقت ومن أي مكان . اي انه التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الالكترونية في الاتصال واستقبال المعلومات، واكتساب المهارات، والتفاعل بين الطالب والمعلم وبين الطالب والمدرسة و بين المدرسة والمعلم بدون الحاجة الى وجود مباني مدرسية أو صفوف دراسية.
تزايد مجال استخدام الحاسوب في عمليتي التعليم والتعلم في العالم أكثر فأكثر بفضل تطور التكنولوجيا وانتشار الحواسيب بشكل واسع بعد الانخفاض الهائل في أسعارها مما أتاح إبراز فوائدها وإمكانياتها الضخمة في عمليتي التعليم والتعلم . عالميا قطعت الدول الكبرى شوطا كبيرا في مجال استخدام الحاسوب في التعليم والتعلم ففي الولايات المتحدة الأمريكية بدأ استخدام الحاسوب في عمليتي التعليم والتعلم بالولايات المتحدة الأمريكية في الخمسينات حيث كانت الشركات المنتجة لأجهزة الحاسوب تقوم بتدريب المعلمين مباشرة علي أجهزة الحاسوب متزامنا مع إدخاله إلي المدارس والجامعات ومع بداية الستينات تم تجهيز العديد من الجامعات بمراكز للحاسوب وشهدت الولايات المتحدة ميلاد أول البرمجيات التعليمية الحاسوبية التي تتعامل مع أجهزة plato ولقد تم استخدام الحاسوب في عمليتي التعليم والتعلم فعليا اعتبارا من عام 1980 في حوالي 54% من المدارس وصلت إلي 74% عام 1985 ومن أهم المشروعات الامريكية:
مشروع شبكة MECC وهو شبكة واسعة من الحواسيب التعليمية تشمل حواسيب مركزية ثابتة وحواسيب صغيرة ذات أجهزة طرفية في عدد من المدارس داخل ولاية مينوسوتا .
مشروع الشبكة المدرسية في فلادلفيا : بدأ هذا المشروع عام 1979 بمحطات طرفية في المدارس متصلة علي أساس العمل المشترك في الوقت نفسه بعدد من الحواسيب الصغيرة وتشترك أكثر من مائتين مدرسة في هذه الشبكة وان معظم البرمجيات المستخدمة من قبل المدارس يعدها المعلمون والأساتذة العاملون بتلك المدارس .
مشروع شبكة Conduit : يتألف من اثني عشرة جامعة أمريكية تعمل معا كمنظمة بهدف تطوير وتوزيع البرمجيات التعليمية ويعمل فيها عدد من الخبراء المشهود لهم في مجال CAI .
مشروع PCDP: بدأ في جامعة كاليفورنيا بمدينة ارفين واهتم بتعليم الفيزياء علي المستوي الجامعي وتستخدم فيه محطات وطابعات طرفية ملونة علي درجة عالية من الجودة مرتبطة بحاسوب مركزي ثابت ويشترك أكثر من شخص في إنتاج البرمجية بشرط أن يكون الشخص متميزا فيما يوكل إليه من أعمال .
مشروع Dyno book : هدف التطوير لغة حوارية وتفاعلية بين الإنسان والحاسوب مما يحقق فكرة الحاسوب المدرس المثالي
وفي المملكة المتحدة ينقسم النظام التعليمي إلي نظامين لا مركزيين الأول يشمل انجلترا وويلز وايرلندا الشمالية والثاني اسكتلندا ومن اهم المشروعات ما يلي:-
البرنامج الوطني لإدارة التعليم بالحاسوب NDPCMI : ويعتبر سمة بارزة في مجال التجديد التربوي وقد قامت إدارة البرنامج الوطني بتمويل سبعة عشر مشروعا في مجال CMI & CAI 9 في التعليم العالي والمستمر ، 3 في المدارس الثانوية و 2 في التدريب الصناعي و3 في التدريب العسكري .
وفي عام 1980 بدأت وزارة التربية والعلوم البريطانية برنامج تعليم الالكترونيات الدقيقة بالحاسوب MEP لخدمة طلاب المدارس الابتدائية والثانوية
اما في فرنسا فان النظام التعليمي شديد المركزية ويتميز بهرمية إدارية تتدرج من المعلم صعودا إلي منصب الوزير وان كافة المناهج محددة وهي إلزامية لكافة المدارس مثل مشروع المعهد الوطني للتعليم بالحاسوب INRP
و مشروع المائة ألف حاسوب وهو مشروع يهدف لتركيب 100 ألف حاسوب بالمدارس الابتدائية والثانوية
في منطقة جنيف بسويسرا عام 1975 تم تشكيل لجنة للتعليم الثانوي اخذت على عاتقها تطوير وتشجيع تعليم علوم الحاسوب واستخدامه في التعليم والتعلم .و تدريب المعلمين علي استخدام الحاسوب في التعليم .
في استراليا بدأت في مطلع السبعينات عدة مشاريع منها مشروع مقاطعة تاسمانيا التي أدخلت مقررات عن تكنولوجيا الحاسوب بمدارسها الثانوية و مشروع مقاطعة غرب استراليا وهو عبارة عن مركزا ضخما لدراسات تكنولوجيا الحاسوب وتقنية المعلومات حيث وتسخيرها للطلبة والمعلمين
من ذلك كله يتضح ان هناك إجماع على دمج استخدامات الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات في كافة المقررات الدراسية لكي تصبح أكثر فاعلية وان أنماط التعليم بالحاسوب تحقق نتائج ممتازة من خلال توفير اكبر عدد ممكن من أجهزة الحواسيب في المدارس وتوفير برمجيات تعليمية عالية الجودة و تدريب اكبر عدد ممكن من المعلمين أثناء الخدمة .
اما في الدول العربية فهناك عدة محاولات لاستخدام الحاسوب في التعليم والتعلم وتوجد جهود مبذولة لإنتاج برمجيات لهذا الغرض الا انها ما زالت في بداية الطريق قياسا بدول العالم الاخرى ، ففي دولة الكويت بدأ عام 1981 مشروع للاستفادة من الحاسوب في التعليم والتعلم حيث أتاح إجراء بعض البحوث وإنتاج بعض البرمجيات .وفي المملكة العربية السعودية تم استخدم الحاسوب في التعليم والتعلم في جامعة البترول والمعادن في الظهران عام 1980. وفي مصر قطعت الجامعات المفتوحة شوطا كبيرا في استخدام الحاسوب في تعليم وتعلم أغلبية مقرراتها في صورة برمجيات بالغة
وفي العراق فقد ازدادت أهمية التعليم الإلكتروني في الوقت الراهن بشكل خاص، بسبب الحاجة الملحة إلى التنمية البشرية، وتأتي مثل هذه الأهمية في زمن العولمة والمعلوماتية بفضل تقنية المعلومات والاتصالات، لقد ساعدت تقنية المعلومات في تحسين توعية حياة كثير من الأفراد، ولقد اتجهت مؤسسات التعليم وخاصة العالي مع الازدياد المتكرر للطلاب لاستعمال الإنترنت في تسليم المقررات للطلاب ، والتبليغات ونشر المحاضرات والمناهج الدراسية.
إن التقنيات الحديثة تجعل التعلم أكثر ايجابية في المدارس والكليات ، ان الطلبة يبحثون في شبكة الانترنت ويتبادلون البريد الالكتروني ويستفيدون من الوسائط المتعددة وهذه التقنيات كسرت الحواجز وأعادت صياغة طرق التعليم وجعلت التعليم أكثر فاعلية .
م.د. سلام عبدالخالق نعمان
قسم الحاسوب