هل النباتات تتكلم مثلنا ؟
قال الله تعالى(( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ
وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُون تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )) ﴿٤٤﴾
وهذا يؤكد لنا انه ما من شيء خلقه الله تعالى الا ويسبح له بلغته الخاصة والنبات كالإنسان يتواصل مع ابناء جنسه بلغة خاصة تختلف في اساليبها منها ما يكون بالأسلوب الكيميائي ويحدث عند تعرض النبات للعض من الحشرات او بعض الحيوانات فانه يقوم ببث مادة كيميائية في الهواء هذه المواد لا يمكن للبشر ملاحظتها ولكنها في الحقيقة تحمل رائحة طفيفة لتنبيه النباتات المجاورة لها هذه المواد الكيمائية هي بمثابة صرخة صامتة منها تصدر عن الأجزاء التي تم قضمها من النبات و تبدو بمثابة إنذار بأن النبات يتعرض للهجوم ان التركيب الكيميائي لذه المواد يمثل مزيج من المركبات العضوية كالكحول , الالدهايدات , الكيتونات و الاسترات وتعرف هذه المواد باسم الزيوت الطيارة volatile oil ان النباتات المجاورة تتفاعل مع هذه الصرخة فتقوم بدورها بإصدار هذه المواد العضوية المتطايرة كأنها تقوم بطلب المساعدة . كما ان النباتات تتحدث إلى بعضها أيضاً تحت الأرض من خلال جذورها اذ تقوم الجذور بإرسال موجات فوق صوتية (اصوات نقر) عن طريق جذورها هذا الاكتشاف العلمي تم عرضه لأول مرة عام 2012 من قل فريق من العلماء في جامعة ويسترن – أستراليا اذ حاول العلماء تفسير و دراسة ظاهرة غريبة صادفتهم لأول مرة وهى أن النباتات تصدر ترددات صوتية وهذه الترددات ايضا تتأثر بالأصوات البشرية ويعرف هذا العلم باسم Bioacustics , كما توصلوا الى أول دليل يؤكد أن النباتات تنطلق منها ثرثرة ثابتة وتتواصل مع بعضها بواسطة أصوات لا يمكن للإنسان أن يسمعها إلا عن طريق أجهزة عالية الدقة لتسجيل وسماع هذه الأصوات وبينت الابحاث أن جذور النباتات يصدر منها ذبذبات صوتية تقدر بنحو 220 هيرتز وهذه الترددات في حدود سمع الإنسان لكن بما أننا في عصر التلوث السمعي وعصر الضوضاء الكبرى التي لا تهدأ لا يمكن أن نسمع هذه الترددات إلا من خلال أجهزة تكبير صوتية قوية ودقيقة. كما ان طبيعة الصوت تؤثر في نمو النبات واتجاه نموه
وهذا ما يفسر نمو النبات بشكل جيد عند وضع تسجيل صوتي قربه لموسيقى هادئة , فيما اثبتت دراسة أخرى أن جذور النباتات تتجه أثناء نموها نحو صوت معين أيضاً .
اما احدث الاكتشافات فهي تلك التي بينت ان أن النباتات تستخدم لغة حوار للحديث مع بعضها البعض ولكن هذه المرة كان اسلوب هذه اللغة على المستوى الجزيئي وهذا ما اكدته ابحاث خبير الامراض في جامعة فيرجينا البروفيسور ويستوود والذي توصل الى ان النباتات تتشارك المعلومات بعضها مع بعض وللكشف عن ما تخبره هذه المعلومات المتبادلة قام البروفيسور ويستوود باختبار العلاقة بين نبات طفيلي يسمي “الهالوك”، وبين نباتين مضيفين هما Arabidopsis وهو من الفصيلة الكرنبية ونبات الطماطة واثناء تطفل الهالوك قام بإرسال ممصات لاختراق النبات والامتصاص و اكتشف البروفيسور ويستوود انه خلال اختراق النبات الطفيلي لجذور النباتين تم نقل معلومات عبر الناقل "mRNA" والمعروف باسم الحمض النووي الريبوزي الذي يقوم بترجمة الجينات إلى بروتينات فركز البروفيسور على عملية نقل المعلومات بين النباتات عبر خلايا ناقلة تخبر بردة الفعل التي يجب القيام بها ووجد ايضا انه يتم نقل او ادخال آلاف من mRNA مما يخلق محادثة بين أنواع النباتات والتي تسمح لهم بالتواصل بحرية وعبر هذا الاتصال فإن نبات الهالوك يرشد النبات المضيف او العائل بخفض مستوى دفاعتها وبالتالي يستطيع مهاجمتها بكل سهولة لكن البروفيسور يأمل باكتشاف ما الذي تقوله mRNA بشكل تفصيلي. ان كل ذلك يؤكد لنا ان العالم اكثر ضجيجا واكثر انشغالا وحميمية مما نراه او نسمعه فحواسنا الضعيفة لا تمكننا من رؤية او سماع تفاعل العالم مع بعضه وذلك ما عبر عنه دارون قبل 150 سنة بقوله " لنضع في اعتبارانا دائماً أنه توجد علاقات متناغمة لانهائية متبادلة بين جميع الكائنات العضوية بعضها مع بعض"
م. د. رباب مجيد عبد