كلية التربية للعلوم الصرفة تقيم محاضرة عن الاسس القرآنية لنهضة الامام الحسين عليه السلام
ضمن فعاليات أسبوع "الامام الحسين (عليه السلام) رمز وحدتنا" المقام في جامعة ديالى، بمناسبة الذكرى العاشورائية الخالدة حيث استشهاد ابي الاحرار الامام الحسين واهله بيته وأصحابه عليهم السلام أجمعين، وبرعاية السيد رئيس جامعة ديالى الأستاذ الدكتور عبد المنعم عباس كريم اقامت كلية التربية للعلوم الصرفة محاضرة الكترونية عن الاسس القرآنية لنهضة الامام الحسين عليه السلام وعبر برنامج fcc.
هدفت المحاضرة التي حاضر فيها الأستاذ المساعد الدكتور غالب ادريس عطية والأستاذ المساعد الدكتور محمد جاسم ناصر الى شرح حركة الإمام الحسين عليه السلام من المدينة إلى كربلاء، ولما فيها من توجيهات وخطابات ومواقف، موضحا أنَّ نهضت الحسين عليه السلام في عاشوراء كانت مبنيّة على تعاليم القرآن الأساسية المتينة، وأنّ معرفة هذه الأسس تجعل من هذه النهضة قدوة لكلِّ محبيّ القرآن ومتّبعيه؛ ذلك لأنَّ هذه النهضة تُبيّن الوظيفة القرآنية لكلِّ المسلمين على مدى التاريخ، كلّما واجه المسلمون ظروفاً مشابهة لظروف زمان الإمام الحسين عليه السلام، تعيّن عليهم ـ بناءً على تلك الأسس القرآنية ـ أن يسلكوا سبيل الإمام الحسين عليه السلام في حركته الإصلاحية الشاملة.
في المحور الأول قدم ايجاز عن الاحداث التاريخية في مسيرة الامام الحسين واهم العبر و المتغربات التي حدثت في السياسة العامة للحكم الإسلامي بعد ثورة الامام الحسين عليه السلام لتبقى هذه المواقف شواهد تاريخية لكل المسلمين كما تطرق الى إرادة التضحية حيث بين أن صرخة الإمام الحسين (ع) علمتنا إن إرادة التضحية هي المنتصر وان الدم سينتصر على السيف مهما طال الزمن وان مصير الخونة القتلة والفجرة إلى خسران مبين، وان قيم الله العادلة في حفظ كرامة الإنسان هي التي ستنتصر في بناء دولة الإنسان، دولة الحق والعدل.و أن هذا اليقين المطلق عند الإمام الحسين(ع) بالانتصار المعنوي في مقارعة الظالمين وتحريك الأمة بالاتجاه الصحيح مهما حاول الطغاة سحق إرادتها هو الذي دفعه إلى التضحية لتكون دماؤه الطاهرة وأهل بيته وأصحابه منارات تنير الدرب لكل الأحرار في الأرض .
في المحور الثاني بين الدكتور محمد إنَّ المصادر التي يمكن الاعتماد عليها لاستنباط الأسس القرآنية لنهضة الإمام الحسين عليه السلام من كلمات ورسائل وسلوك الإمام الحسين عليه السلام فهذه المصادر نابعة من قلب هذه الثورة، ومستندة إلى قائدها العظيم. فجات هذه المحاضرة عن استنباط اثنا عثر أساس من الاسس القرآنية وهي أوّلاً إعلاء كلمة اللّه تعالى فقال عليه السلام: «وأنا أوْلى مَن قام بنصرة دين الله، وإعزاز شرعه، والجهاد في سبيله؛ لتكون كلمة الله هي العليا» ثانياً نصرة الدين وإعزاز شريعة الله تعالى قال تعالى: (حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) وقال تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حتى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ) ثالثاً: الجهاد لحفظ الإسلام رابعاً: طلب الإصلاح أهداف نهضته عليه السلام، جاء في قوله عليه السلام
«إنِّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي؛ أُريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب» خامساً: الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر سادساً: الحفاظ على سنَّة النبي صلى الله عليه وآله سابعاً: الهجرة قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّـهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّـهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).
ثامناً: مواجهة الظلم قال الله تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ)
ثمّ يجيز الله تعالى الجهاد لكلّ مظلوم، فيقول: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)
تاسعاً: الحرية والتحرير نُقل عن الإمام الحسين عليه السلام، أنّه قال لأعدائه: «إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عُرباً كما تزعمون»
عاشراً: العزّة ورفض الذل فقد غيّر عليه السلام نظرة الأحرار إلى الحياة والموت. وقاتل حتى آخر نفس، وقال كلمته الخالدة: «لا والله، لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرُّ فرار العبيد»
حادي عشر: اختيار إحدى الحسنيين أجابهم القرآن: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ (ومعنى ذلك: أنه على أية حالٍ ـ وعلى كلّ تقدير ـ فإنّ طريق الحقّ عاقبته خير، سواءً أكانت الخاتمة هي الشهادة أم كانت النصر.
ثاني عشر: وجوب قبول الإمام عليه السلام لطلب الناس إتماماً للحجة عليهم قال عليه السلام: «هذه كتُب أهل الكوفة ورسلهم، وقد وجب عليَّ إجابتهم، وقام لهم العذر عليَّ عند الله سبحانه»
وبذلك يتبيّن أنّ مبادئ وقيم ومفاصل حركة ونهضة عاشوراء جميعها كانت من صُلب الدين، ومنصوصاً عليها في القرآن الكريم، وفي آيات متعددة، فنهضة عاشوراء هي أعظم تطبيق حي لمفاهيم وتعاليم ومبادئ القرآن الكريم، فإذا ما كانت تعاليم القرآن ومبادئه تعاليم إنسانية، نابعة عن الفطرة البشرية، عرف بذلك أنّ ثورة الإمام الحسين عليه السلام هي ثورة لكلّ البشر، ولكلّ مَن يريد العيش بكرامة وعدالة وعزّة.